أوحى الله إلى يونس وبعثه إلى أهل نينوى بالعراق، فدعاهم إلى الله تعالى فكذبوه وتمردوا على كفرهم وعنادهم
فضاق صدره بهم ولم يصبر على معاناة وتعب الدعوة
فوعدهم يونس بحلول العذاب بهم بعد ثلاث، واعتزلهم وغادرهم مغاضبًا. وكان الواجب عليه أن يصبر عليهم ويتحمل أذاهم من أجل دعوته ويثبت على ذلك.
وقوم يونس لما أيقنوا بنزول العذاب ودار على رؤوسهم العذاب كقطع الليل المعتم، قذف في قلوبهم التوبة والإنابة، فتابوا وأنابوا إلى ربهم.
فلما علم الله -عز وجل- صدق توبتهم كشف بحوله وقوته ورحمته عنهم العذاب، ولم ينزله بهم، وأثنى عليهم بين الأمم إلى يوم القيامة.
فخرج يونس إليهم ينظر موعود الله فيهم، فوجدهم سالمين فأغضبه ذلك، واستعجل أمر الله، وكان جزاء الكاذب عندهم القتل، فخرج هاربًا منهم خشية القتل
حتى أتى شاطئ البحر من دون إذن الله تعالى له، غاضبًا من قضاء الله، غير مسلّم لأمر الله الذي حل بقومه، ثم ركب السفينة، لأمراً يريده الله!!
حتى التقمه الحوت، فأمسكه في بطنه بقدرة الله تعالى، وألهمه الله -عز وجل- أن لا يمس يونس بأذى.
فالله يريد تأديبه وإبتلاءه.
أحاطت بيونس الظلمات الثلاث:
ظلمة بطن الحوت
وظلمة البحر
وظلمة الليل
وأسمعه الله -عز وجل- تسبيح الأسماك والحصى والكائنات تحت الماء.
وندم يونس عليه السلام على فعله وأناب إلى ربه، فسمع الله نداءه وهو الذي يعلم السر والنجوى، ويكشف الضر والبلوى، ويسمع الأصوات وإن ضعفت.
قال تعالى: (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِين
فوائد جميلة من قصة يونس عليه السلام
١- قال النبي صلى الله عليه وسلم "دعوة ذي النون يونس -عليه السلام-: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، لا يدعو بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له"
٢- السر في نجاة يونس وكشف غمّته كان مبيّنا في القرآن
(فَلَوْلا أَنَّهُ كَان مِنَ الْمُسَبِّحِين * لَلَبِثَ فِي بَطْنِه إِلَى يَوْم يُبْعَثُون)
٣-في قصة يونس ـ عليه السلام ـ رسالة لكل داعية ومربٍّ ومصلح وأب ، ألا ييئس ولا يضيق من دعوته وتوجيهاته
٤- الصبر على البلاء يزيد العبد رفعة عند ربه فهذا يونس رفع الله ذكره بعد أن ابتلاه , فالتف عليه قومه وآمنوا به وصدقوا دعوته وساروا على شريعته.
٥-: ﴿ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ ﴾
فضل التسبيح